recent
أخبار ساخنة

اضطراب ADHD للكبار أسبابه وطريقة التعامل معه...

 يعد اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارًا بين الأطفال، ولكن ما يجهله الكثيرون هو أن هذا الاضطراب يمكن أن يستمر حتى في مرحلة البلوغ. يُقدر أن حوالي 60% من الأشخاص الذين يعانون من ADHD في الطفولة يستمرون في مواجهة أعراضه في مرحلة البلوغ، مما يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية والاجتماعية والمهنية. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل ماهية اضطراب ADHD عند البالغين، أسبابه، وكيفية التعامل معه بفعالية.

اضطراب ADHD للكبار أسبابه وطريقة التعامل معه.
اضطراب ADHD للكبار أسبابه وطريقة التعامل معه.


ما هو اضطراب ADHD لدى البالغين؟

يُعرف اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ADHD بأنه اضطراب عصبي نفسي يتميز بنقص الانتباه، فرط النشاط، والاندفاع. في حين أن الأطفال المصابين بـ ADHD غالبًا ما يُلاحظ عليهم التحرك المفرط أو عدم القدرة على الجلوس بهدوء، قد تظهر الأعراض بشكل مختلف عند البالغين. على سبيل المثال، قد تكون الأعراض لدى البالغين أكثر تعقيدًا وتشمل مشاكل في التركيز، إدارة الوقت، التنظيم، والتحكم في الانفعالات.

يمكن تقسيم أعراض اضطراب ADHD لدى البالغين إلى ثلاث مجالات رئيسية:

  1. نقص الانتباه: يواجه البالغون المصابون بـ ADHD صعوبة في التركيز على المهام الطويلة أو التفاصيل الدقيقة. قد يشعرون بالتشتت بسهولة، ما يجعل من الصعب عليهم إكمال المهام.
  2. فرط النشاط: قد لا يكون فرط النشاط واضحًا كما هو الحال في الأطفال، لكنه يمكن أن يظهر على شكل عدم قدرة على الاسترخاء أو الشعور بالتوتر الدائم.
  3. الاندفاع: يتسم الاندفاع بصعوبة في التحكم في الأفعال والانفعالات، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة أو مقاطعة الآخرين أثناء الحديث.

أسباب اضطراب ADHD لدى البالغين

مثل معظم الاضطرابات النفسية، لا يوجد سبب واحد وراء اضطراب ADHD. تتداخل العديد من العوامل الجينية والبيئية معًا لتزيد من احتمالية إصابة الشخص بهذا الاضطراب.

.1العوامل الجينية

تشير الدراسات إلى أن الجينات تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة به. إذا كان أحد الوالدين مصابًا بـ ADHD، فإن احتمالية إصابة الأبناء تزداد بشكل كبير. يعتقد العلماء أن بعض الجينات المرتبطة بالتحكم في الناقلات العصبية، مثل الدوبامين، قد تكون مسؤولة عن هذه الحالة.

.2 العوامل البيئية

بالإضافة إلى العوامل الجينية، هناك بعض العوامل البيئية التي قد تسهم في تطور ADHD، مثل:

  • التعرض للسموم أثناء الحمل: مثل التدخين أو تعاطي الكحول أو المخدرات خلال فترة الحمل قد يزيد من خطر الإصابة بـ ADHD لدى الطفل.
  • الولادة المبكرة أو وزن الطفل المنخفض عند الولادة قد يرتبطان أيضًا بزيادة خطر الإصابة.
  • التعرض للرصاص أو السموم البيئية خلال مراحل الطفولة المبكرة.

.3تطور الدماغ

تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بـ ADHD قد يعانون من تأخر أو اضطرابات في نمو بعض مناطق الدماغ المسؤولة عن الانتباه والتحكم في السلوكيات.

4 المشاكل النفسية (الضغط العصبي)

الضغوطات النفسية وكثرة المشاكل الأسرية منذ الصغر يسبب اضطراب نفسي في الطفل وذلك يكبر معه بنسبة كبيرة، وأيضاً كثرة المشاكل.

 أعراض ADHD لدى البالغين

تختلف أعراض ADHD من شخص لآخر، ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة التي تظهر بشكل كبير عند البالغين:

  1. صعوبة في التركيز والانتباه: يجد المصابون بـ ADHD صعوبة في التركيز لفترات طويلة على المهام المملة أو الروتينية، مما يؤدي إلى نسيان التفاصيل أو عدم الانتباه إلى التفاصيل المهمة.
  2. إدارة الوقت السيئة: يمكن أن يعاني البالغون المصابون بـ ADHD من مشاكل في إدارة وقتهم، مما يؤدي إلى التأخر عن المواعيد أو صعوبة في إنهاء المشاريع في الوقت المحدد.
  3. اندفاعية: يتخذ المصابون بـ ADHD قرارات سريعة دون التفكير في النتائج، وغالبًا ما يتحدثون أو يتصرفون دون التفكير مسبقًا.
  4. فرط الحركة أو الشعور بالتوتر: قد يظهر لدى البالغين شعور دائم بالتوتر أو الحاجة المستمرة للتحرك، حتى لو لم يظهر ذلك على شكل نشاط بدني مفرط.
  5. تقلبات المزاج: يمكن أن يعاني المصابون بـ ADHD من تقلبات حادة في المزاج أو مشاعر القلق والاكتئاب.

تأثير ADHD على حياة البالغين

يمكن أن يؤثر اضطراب ADHD بشكل كبير على حياة الشخص اليومية. قد يجد الأشخاص المصابون بالاضطراب صعوبة في:

  • الحفاظ على الوظيفة: بسبب مشاكل في التركيز وإدارة الوقت، قد يعاني الشخص المصاب بـ ADHD من صعوبات في الالتزام بمهامه الوظيفية.
  • العلاقات الشخصية: يمكن أن تؤثر الاندفاعية والتقلبات المزاجية على العلاقات الشخصية، سواء مع الأصدقاء أو العائلة أو الشركاء.
  • إدارة الشؤون المالية: قد يجد المصابون بـهذا المرض صعوبة في إدارة نفقاتهم أو الالتزام بالموازنة المالية.

طرق التعامل مع ADHD لدى البالغين

لحسن الحظ، هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد البالغين على التعامل مع ADHD وتحسين نوعية حياتهم. يمكن تقسيم طرق التعامل إلى عدة فئات:

.1العلاج النفسي

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو أحد الأنواع الشائعة للعلاج النفسي التي تُستخدم للتعامل مع ADHD. يساعد العلاج السلوكي على تدريب الشخص على التحكم في سلوكياته وتطوير مهارات إدارة الوقت والتنظيم. يمكن أيضًا أن يساعد العلاج في تعلم كيفية التعامل مع التوتر وتحسين العلاقات الشخصية.

.2الأدوية

في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء باستخدام الأدوية للتحكم في أعراض ADHD. هذه الأدوية تعمل على تحسين مستويات النواقل العصبية مثل الدوبامين، مما يساعد في تحسين التركيز والانتباه. تشمل هذه الأدوية عادة المنشطات مثل الميثيلفينيديت أو الأمفيتامين.

.3تعديل نمط الحياة

يمكن أن يسهم تعديل نمط الحياة في تحسين الأعراض والسيطرة عليها. من بين التعديلات التي يمكن أن تكون مفيدة:

  • النظام الغذائي الصحي: يجب أن يتضمن النظام الغذائي وجبات متوازنة تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات المعقدة للحفاظ على مستويات الطاقة والانتباه.
  • التمارين الرياضية: أظهرت الأبحاث أن التمارين المنتظمة يمكن أن تساعد في تحسين التركيز والانتباه وتقليل التوتر.
  • تقنيات تنظيم الوقت: استخدام جداول زمنية أو تطبيقات تساعد في تنظيم المهام يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من ADHD

.4الدعم الاجتماعي

يمكن أن يكون الحصول على الدعم من الأصدقاء والعائلة مهمًا جدًا في التعامل مع ADHD. بالإضافة إلى ذلك، قد يجد بعض البالغين أن الانضمام إلى مجموعات دعم للأشخاص الذين يعانون من نفس الاضطراب يوفر لهم منصة لتبادل التجارب والاستفادة من تجارب الآخرين.

الخاتمة

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) لدى البالغين هو حالة معقدة تتطلب فهماً عميقاً واستراتيجيات متخصصة للتعامل معها. على الرغم من أن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب قد يواجهون تحديات كبيرة في حياتهم اليومية. فإن الفهم الجيد للأعراض وطرق التعامل يمكن أن يسهم في تحسين نوعية حياتهم بشكل كبير. من خلال العلاج النفسي، والأدوية، وتعديل نمط الحياة، والدعم الاجتماعي، يمكن للبالغين الذين يعانون من ADHD تحقيق النجاح والتفوق في حياتهم.

google-playkhamsatmostaqltradent