recent
أخبار ساخنة

كيفية إدارة الضغط والتوتر النفسي أثناء الامتحانات؟

الصفحة الرئيسية

يمثل الضغط النفسي والتوتر والقلق المصاحبين لفترة الامتحانات تحدياً كبيراً يواجه الطلاب في مختلف المراحل الدراسية. فالتوتر المفرط لا يؤثر سلباً على الأداء الأكاديمي فحسب، بل ينعكس أيضاً على الصحة الجسدية والنفسية للطالب. لذا فإنّ إدارة الضغط النفسي والتقليل من توتر الامتحانات هما عنصران أساسيان يضمنان تحقيق أفضل النتائج الدراسية دون الإضرار براحة العقل والجسد.

كيفية إدارة الضغط والتوتر النفسي أثناء الامتحانات؟
كيفية إدارة الضغط والتوتر النفسي أثناء الامتحانات؟

أولاً: فهم أسباب القلق والتوتر قبل الامتحانات

قبل الشروع في أي استراتيجية، ينبغي للطالب أن يُدرك الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى التوتر النفسي:

  1. الخوف من الفشل: مخاوف الطالب من عدم تحقيق الدرجات المطلوبة أو خيبة أمل الأسرة.
  2. ضبابية الخطة الدراسية: انعدام التنظيم وعدم وضوح الجدول الزمني للمذاكرة يزيدان الشعور بالضياع.
  3. المقارنات الاجتماعية: مقارنة الطالب بنفسه أو بأقرانه ترفع سقف التوقعات وتضخّم مخاوفه.
  4. قلة الثقة بالنفس: الاعتقاد بعدم كفاءة التحضير أو ضعف القدرات الدراسية يُغذي القلق.

ثانياً: وضع استراتيجية لإدارة الضغط النفسي

.1 التخطيط والتنظيم الزمني

  • إعداد جدول مراجعة: يساهم تحديد أوقات محددة لكل مادة في تقليل الشعور بالعشوائية وبناء الثقة بالتقدم المحرز.
  • تقنية “بومودورو: دراسة لمدة 25 دقيقة متواصلة مع استراحة 5 دقائق تساعد على التحكم في توتر الدماغ وتفادي الإرهاق الذهني.
  • تحديد أهداف يومية: كتابة مهام صغيرة قابلة للتحقيق يومياً يمنح شعوراً بالإنجاز ويقلل الضغوط.

.2 تمارين التنفس العميق والاسترخاء الذهني

  • التنفس البطني: جلسة تنفس بطيء وعميق مع التركيز على ملء البطن بالهواء ثم إخراجه تدريجيّاً، تساهم في خفض معدل ضربات القلب وتهدئة الجهاز العصبي.
  • التأمّل وممارسة اليقظة الذهنية (Mindfulness): 5–10 دقائق يومياً من المراقبة الهادئة للأفكار والمشاعر دون حكم عليها، تساعد في تقليل الانجراف نحو الأفكار السلبية.
  • تمارين الاسترخاء التدريجي للعضلات: شدّ واسترخاء مجموعات عضلية مختلفة بترتيب متسلسل، يساعد في تحرير التوتر المتراكم في الجسم.

. 3الدعم الاجتماعي والمشاركة العاطفية

  • التحدث مع الأصدقاء أو الأسرة: مشاركة المشاعر والتجارب يقلل الشعور بالوحدة ويساهم في تبادل نصائح مفيدة.
  • مجموعات المذاكرة: العمل ضمن فريق صغير يتيح مراجعة الأسئلة وتوضيح النقاط الصعبة، ويشعر الطالب بالدعم الجماعي.
  • الاستعانة بالموجه النفسي أو المستشار التربوي: في حال تفاقم القلق إلى درجة تعطيل الأداء، قد يُفيد التوجيه المهني المتخصص.

.4 العادات الصحية والغذائية

  • النوم المنتظم: 7–8 ساعات ليلاً أمر ضروري لتعزيز الذاكرة وتقليل القلق.
  • التغذية المتوازنة: تناول وجبات غنية بالبروتينات والخضروات والفواكه، والحرص على شرب الماء بانتظام للحفاظ على تركيز الدماغ.
  • النشاط البدني: 30 دقيقة من المشي السريع أو التمارين الرياضية الخفيفة يومياً تُفرِز هرمونات السعادة (الإندورفين) وتقلل توتر الجسم.

ثالثاً: تقنيات تعزيز الثقة بالنفس

  1. التحدث الإيجابي مع الذات (Positive Self-Talk)
    • استبدال العبارات السلبية مثل “لن أنجح” بعبارات إيجابية مثل “لقد استعديت جيداً وسأبذل قصارى جهدي”.
  2. استرجاع النجاحات الماضية
    • تذكُّر امتحانات سابقة نجح فيها الطالب، أو مشاريع دراسية أتمّها بنجاح، يُذكّر المخّ بالقدرة على التفوق.
  3. تطبيق تقنية “التخيل الإيجابي
    • تخيل الدخول إلى قاعة الامتحان بثقة والبدء في الإجابة بصورة واضحة ومرتبة، يساعد على تهدئة العقل وتهيئته للنجاح.

رابعاً: التعامل مع اللحظات الحرجة أثناء الامتحان

  1. وقفات تنفس قصيرة
    • عند الشعور بدوار أو توتر داخل اللجنة، يُنصح بإغلاق العينين لدقيقة والتنفس بعمق.
  2. قراءة الأسئلة بهدوء
    • تخصيص دقيقتين على الأقل لفهم المطلوب قبل البدء، يجنّب الطالب الوقوع في أخطاء نتيجة الاندفاع.
  3. تقسيم الوقت داخل الورقة
    • تقسيم الوقت الإجمالي للامتحان وفق عدد الأسئلة وأوزانها، والالتزام بالخطة قدر الإمكان.

خامساً: متابعة ما بعد الامتحان وإغلاق الدائرة

  • تقييم الأداء: بعد انتهاء الامتحان، يُنصح بتدوين الملاحظات حول ما سار بشكل جيد وما يمكن تحسينه في المرات المقبلة.
  • الراحة والاسترخاء: منح الجسم والعقل فترة راحة فعلية بالمشي أو التسوّق أو قراءة كتاب ترفيهي.
  • التخطيط للمستقبل: إن كان هناك امتحانات تالية، تنتقل نحو إعداد خطة جديدة مع الأخذ بعين الاعتبار ما تعلّمته من التجربة.

خاتمة

إنّ إدارة الضغط النفسي والتخلّص من توتر الامتحانات عملية متكاملة تضم التخطيط والتنظيم الزمني، وممارسة تقنيات الاسترخاء الذهني، والدعم الاجتماعي، والالتزام بالعادات الصحية، وتطوير الثقة بالنفس. إن التزام الطالب بهذه الخطوات والاستراتيجيات لا يضمن له التفوق الأكاديمي فحسب، بل يضمن له أيضاً صحة نفسية وجسدية أفضل خلال وبعد مرحلة الامتحانات. تذكَّر دائماً أنّ الاستعداد القوي يبدأ من إعداد خطة علاجية وضبطية للنفس، وبمجرد أن يرى الطالب التقدم اليومي يبقى عليه مواصلة العمل بحماس حتى بلوغ الهدف المنشود. بالتوفيق لجميع الطلبة!

author-img
قارئة الكتاب

تعليقات

اعلان داخل المقال

google-playkhamsatmostaqltradent